تفنيد الحلقة 7 من مفارقات بين الاسلام و المسيحية ( السب و الشتيمة )


مدونة الرد الماحق

 

تفنيد الحلقة 7 من مفارقات بين الاسلام و المسيحية ( السب و الشتيمة )

02-01-2014 16-25 VALR

 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه الغر المحجلين ومن والاهم واتبع هداهم إلى يوم الدين وبعد :ـ

فهذه ردود ما زلت في إستمرار للدِّفاع عن العقيدة الاسلامية من ضلالات و كذب و تدليس المدعو ” الأخ رشيد ” ، وفي هذا المقال المتواضع سنعالج عنوان وضعه رشيد في الحقلة 7 من مفارقات بين الاسلام و المسيحية تحت ” السّب و الشّتيمة ” ، و كما عوّدنا رشيد في حَلقاتِه الكذب و البهتان و تحريفه لنصوص اسلامية و كذلك مسيحية. و على بركة الله نبدأ:

 

قال رشيد :

نقرأ في الحديث الصحيح المروي عن عائشة زوجة النبي (صلى الله عليه و سلم) ، قالت : دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَكَلَّمَاهُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا.

 

أما السيد المسيح فقد نهى عن سب الناس و شتمهم و أظهر بأن ذلك يعدّ خطيئة فقال في إنجيله المقدس : وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ. 


الرّد سيكون مقسم على أربع أجزاء :

[1] : الرد على شبهة ” فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا “.

[2] : تفنيد نص نهي المسيح عن سب الناس حسب الكتاب المقدس.

[3] :هدية خاصة للمدعو ” الاخ رشيد “

[4] : موقف الاسلام من السب و الشتم ، من القرآن و السنة. 

ـــــــــــــــــــــ  

[1] : الرد على شبهة ” فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا “.

 

بداية أشير إلى أن العلامة رشيد حرَّف النص و نقص منه حتى اصبح سقيما في الفهم بحيث الحديث كما جاء في صحيح مسلم (1) :

 

عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه

 

و نحن نسأل رشيد لماذا إقتبست نصفاً و أخدت النصف الآخر ” فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه “؟ ، فسياق الحديث أن الرجلين أغضبا صلى الله عليه و سلم ، و بالتالي فاللوم لا يقع على النبي صلى الله عليه و سلم الذي بين في آخر الحديث أنه بشر و يغضب أيضا. بل اللوم يقع على الرجلين ، بحيث الغضب لا ينتقض أو ينقص أو يقدح في نبوته صلى الله عليه و سلم ، ففي هذا الحديث موقف ناذر تبث عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و قد جاء في شرح الامام النووي رحمه الله لهذه الرواية :

هذه الأحاديث مبينة ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من الشفقة على أمته ، والاعتناء بمصالحهم ، والاحتياط لهم ، والرغبة في كل ما ينفعهم . وهذه الرواية المذكورة آخرا تبين المراد بباقي الروايات المطلقة ، وأنه إنما يكون دعاؤه عليه رحمة وكفارة وزكاة ونحو ذلك إذا لم يكن أهلا للدعاء عليه والسب واللعن ونحوه ، وكان مسلما ، وإلا فقد دعا صلى الله عليه وسلم على الكفار والمنافقين ، ولم يكن ذلك لهم رحمة . فإن قيل : كيف يدعو على من ليس هو بأهل الدعاء عليه أو يسبه أو يلعنه ونحو ذلك ؟ فالجواب ما أجاب به العلماء ، ومختصره وجهان : أحدهما أن المراد ليس بأهل لذلك عند الله تعالى ، وفي باطن الأمر ، ولكنه في الظاهر مستوجب له ، فيظهر له صلى الله عليه وسلم استحقاقه لذلك بأمارة شرعية ، ويكون في باطن الأمر ليس أهلا لذلك ، وهو صلى الله عليه وسلم مأمور بالحكم بالظاهر ، والله يتولى السرائر . والثاني أن ما وقع من سبه ودعائه ونحوه ليس بمقصود ، بل هو مما جرت به عادة العرب في وصل كلامها بلا نية ، كقوله : تربت يمينك ، وعقرى حلقى وفي هذا الحديث ( لا كبرت سنك ) وفي حديث معاوية لا أشبع الله بطنك ونحو ذلك لا يقصدون بشيء من ذلك حقيقة الدعاء ، فخاف صلى الله عليه وسلم أن يصادف شيء من ذلك إجابة ، فسأل ربه سبحانه وتعالى ورغب إليه في أن يجعل ذلك رحمة وكفارة ، وقربة وطهورا وأجرا (2). 

من جهة اخرى النبي صلى الله عليه و سلم إنما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الأزمان ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا و لا لعانا و لا حتى متنقما لنفسه. 

فقد جاء في الحديث المرفوع عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ عَلَى دَوْسٍ فَإِنِّي أَرَاهُمْ بِطَاءً عَنِ الإِسْلامِ . فَقَالَ : ” اللَّهُمَّ ” . قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا لِلَّهِ ، هَلَكَتْ دَوْسٌ ، هَلَكَتْ قَوْمِي . ثُمَّ قَالَ : ” اللَّهُمَّ ” . قُلْتُ : لا تَدْعُ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : “ اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ. فَجَاءُوا يَبْتَدِرُونَ إِلَى الإِسْلامِ .(3)

 

وكما سبق أن الرواي هي عائشة رضي الله عنها و قد تبث عنها ، عن سعد بن هشام ، قال : سألت عائشة ، رضي الله عنها ، عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ” كان خلقه القرآن ” (4) و قالت فى الحديث الأخر (ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما، فإن كان إثما كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله، فينتقم لله بها) (5) 

خلاصة :

هذا الحديثَ يذكر أن نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم سب ولعن شخصين غضبًا لله ، ولأنه بشر صلى الله عليه وسلم ، والشافعي رحمه اللهُ يقول : ” من استُغضِبَ ولم يغضب فهو حمار” فهذه الشبهة نضربها عرض الحائط لأن الاستدلال بها لكسر اخلاق النبي صلى الله عليه و سلم باطل… فبدون منازع أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم مرتفعة و راقية في سماته و صفاته الذي شهد له المستشرقين العالميين أمثال مهاتما غاندي و البروفسور رما كريشنا راو و ساروجنى ندو شاعرة الهند … و كذلك أصحابه و أزواجه و من عاشوروه من النصارى و اليهود.

  

[2] : تفنيد نص نهي المسيح عن سب الناس حسب الكتاب المقدس.

 

بسم الله الرحمن الرحيم ، في هذه الفقرة أيها القرائ الكريم ، سنعالج نص جاءنا به العلامة رشيد لتبرير كتابه المقدس من عاقبة الفحشاء و السب و الشتم ، بحيث سنورد نصوص دالّة دلالة كاملة على السب و الشتم من طرف ألإلــه المزعوم ” يسوع “.

ـ سبق و رددنا على شبهة مخزية حول “ فَأَغْضَبَاهُ فَلَعَنَهُمَا وَسَبَّهُمَا ” فسنقول أن النبي صلى الله عليه و سلم غضب و الغضب ليس بقدح ، لكن تعالو نرى نص يدل على أن المسيح غضب فسب كبير تلامذته ألا و هو بطرس من اعطاه مفاتيح ملكوت السموات ، والأفضل و الجيد من هذه المقارنة أن بطرس ” أخطأ ” خطأ ليس بعمد و لكن يسوع سبه و نعته ب ” الشيطان ” …

سنفتح الكتاب المقدس >>> العهد الجديد

إنجيل متى 16 :

 و23 «فَأَخَذَهُ بُطْرُسُ إِلَيْهِ وَابْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ قَائِلاً: حَاشَاكَ يَارَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هذَا!فَالْتَفَتَ وَقَالَ لِبُطْرُسَ: اذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ. أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا22 لِلنَّاسِ».

و يقول الآب متى المسكين في تعليقه على هذا النص (6) :

«فالتفت وقال لبطرس»:
يبدو في هذا التعبير نوع من الفزع، لأن المفارقة في مستوى ما تكلَّم به ق. بطرس وحقيقة المسيح شيء خطير، لذلك دفعه خلفه حيث مكانه الصحيح.

«اذهب عني يا شيطان»:

اذهب ورائي ـ لقد استولى على فكر بطرس اتجاه شرير مثيل للذي قاله الشيطان تماماً: اسجد لي وأنا أعطيك العالم. وقد لا يتفق هذا الرد مع ما قاله المسيح سابقاً لبطرس بخصوص الصخرة التي سيبني عليها كنيسته، ولكن بطرس >أخفق< في كيف ستُبنى الكنيسة إخفاقاً شنيعاً. فقد >حسب< أنها ستُبنى عليه كتلميذه المحبوب، على أساس المسيح مسيَّا المعلِّم الصانع الخيرات. >ولم يدرِ< أن موت المسيح الذي أراد أن يتحاشاه هو أساس البنيان كله والصليب هو قوة الخلاص العتيد أن يكون.

«أنت معثرة لي»:

بالقول الذي قاله أصبح بطرس “عثرة” للصليب، لأنه يجسِّد فكر التخلِّي عن الخلاص. لذلك نحَّاه المسيح تماماً من طريقه بل من أمامه، “اذهب عني”. 

فكما نرى فتفسير متى المسكين واضح ، يسوع غضب و فزع فنعته ب ” الشيطان ” علما أن الشيطان في المسيحية هو أقوى و اكبر عدو  منذ خطيئة آدم حسب إعتقادهم.

و قد جعلت >< دليل على أن بطرس أخطأ دون عمد فلماذا إتهمه و نعته بالشيطان ؟! أليس فيها سب و شتم و إحتقار.

 

+ تعالو الآن نرى قصة اخرى تحكى في لوقا بالضبط 11 :

45 فَأجَابَ وَاحِدٌ مِنَ النَّامُوسِيِّينَ وَقالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، حِينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!».

 

ـ فهنا أجاب واحد من الناموسيين و قال ” يا معلم أي المسيح حين تقول هذا تشتمنا نحن أيضا ، بتعجب ، لكن دعنى نعرف من هم الناموسيون ؟؟؟

الناموسيون هم جماعة من اليهود المتدينين المتضلعين في ناموس موسى والذين تخصصوا في تفسير الناموس وشرائع العهد القديم وتعليمها في المدارس والمجامع. ويذكر قاموس الكتاب المقدس أن الناموسيين يشبهون رجال القانون في الأيام الحاضرة، الذين يتولون درس القانوس ثم شرحه وتفسيره. وقد اتخذ الناموسيون من درس الناموس وتفسيره مهنة لهم. (8)

 

إذن الناموسي لم يأتي بغتة و قال ” حينَ تَقُولُ هذَا تَشْتُمُنَا نَحْنُ أَيْضًا!». “ بل عارض عن عِلمٍ ، و وراء هذا العلم أن المسيح شتم الرهط أمام الناموسيون و هذ هو سبب إعتراض ذلك الناموسي. فهل بعد ذلك يسوع يضمن الحياة الابدية ؟…

 

ـ و أختم ب نص من العهد القديم ـ سفر صموئيل الثاني 16: 9

فقال ابيشاي ابن صروية للملك لماذا يسب هذا الكلب الميت سيدي الملك دعني اعبر فاقطع راسه ، فقال الملك ما لي و لكم يا بني صروية دعوه يسب لان الرب قال له سب داود و من يقول لماذا تفعل هكذا.

 

لان الرب قال له سب داود

لا فائدة من التكرار الرب أمر ( قال ) له سب داود ، و قد يقفز اشر و يقول أن ذلك يعني ” أن الله سمح لإرادة شمعي كي يسب داود ” نرد عليه :

ما علاقة الجملة المباشرة ” قال له سب داود ” بإرادة الله و سماحته ؟.

و ما الدليل على أن النص يتكلم عن سماحه الله لإرادة شمعي ؟

 

[3] : هدية خاصة للمدعو ” الاخ رشيد “

إختياري لهذا العنوان لم يكن صدفة بل كان عن قصد ، بحيث كما نعلم سابقا لقد إستدل المدعو رشيد بنص من العهد الجديد كالتالي :

الفانديك > متى 5: 22

22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.

كلامنا في هذه في الفقرة سيقتصر على كلمة تشريعية قد تغير المعنى و العقيدة إن حذفت أو تبدلت ، إنها كلمة “ بَاطِلاً “.

و الآن سنرى هل هذه الكلمة موجودة في الترجمات الاخرى أم فقط إنفرد بها ترجمة ” الفاندايك “ ، إذن تعالو نبدأ بالترجمة المسمّاة ب ” ترجمة الآباء الدومنيكان ” :

02-01-2014 11-02 VALR

كما نرى الكلمة غير موجودة قط …

+++++

تعالو نقارن أيضا بالترجمة المسمّاة ” الترجمة البوليسية ” :

02-01-2014 11-09 VALR

 

كما نرى في الترجمة ، الكلمة غير موجودة علما أن الكلمة تلعب دور مهم في فهم تشريع النص بصفة خاصة و كذلك عامة.

و تعالو نرى في “الترجمة العربية المشتركة” و كي لا يقفز أقزم و يقول إن هته الترجمة ليست بالجيدة نقول له :

وضعتها لجنة مؤلفة من علماء كتابين ولاهوتيين من مختلف الكنائس كاثوليكية وأرثوذكسية “طقسية” وإنجيلية(9)

رئيس لجنتها هو الانبا غريغوريوس في الكنيسة الأرثوذكسية (10)

 02-01-2014 10-23 VALR

 

و أيضا لا توجد كلمة ” باطلا ” أيها القارئ الكريم ، فكلمة ” باطلا ” هي كلمة مهمة في النص بحيث تلعب دور شرعي تشريعي عقائدي في مجال النص و سياقه. بحيث هناك فرق شاسع بين “ من غضب على اخية بدون علة و لا مبرر ( باطلا ) ” و بين “ من غضب على اخيه بدون باطل و بسببٍ و علة مبررة ” و بالتالي قد حق حقاً و من فمك أدينك ، إنه إلى الكذب حولها قلم الكتبة الكاذب.

[4] : موقف الاسلام من السب و الشتم ، من القرآن و السنة.

لا بأس جعلت هذه الفقرة هي الفقرة الاخيرة ، لنستعرض أقوال أشرف المرسلين صلى الله عليه و سلم و كذلك بعض من السلف و القرآن الكريم ، وسنمر في خلاصة محضة حول هذه الفقرة و بما أن القاعدة تقول ” كل ما بني على باطل فهو باطل ” لا بأس نذكر الحاقدين بحكم القرآن و السنة من السب و الشتيمة.

يقول النبي : { سباب المسلم فسوق وقتاله كفر } [متفق عليه]
قال النووي رحمه الله في شرحه لمسلم : ( السب في اللغة: الشتم والتكلم في عِرض الإنسان بما يعيبه. والفسق في اللغة: الخروج، والمراد به في الشرع: الخروج عن الطاعة.. فسب المسلم بغير حق حرام بإجماع الأمة، وفاعله فاسق كما أخبر به النبي )

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء ” (12)

وقد اشتملت سورة الحجرات على آيات كثيرة محذرة من هذا: منها
قوله تعالى: {ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} (الحجرات:11)

و هذه الأحاديث و الآية المحكمة جاءت مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه و سلم : ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذي (13)

فالحبيب يقول: “المتسابان ما قالا فعلى البادي منهما حتى يتعدى المظلوم” (14)

ولا بأس أن نزيد في بغض الحاقدين قول النبي صلى الله عليه و سلم في ما روي في سنن أبي داود، “عن أبي جري جابر بن سليم قال رأيت رجلا يصدر الناس عن رأيه لا يقول شيئا إلا صدروا عنه قلت من هذا قالوا هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عليك السلام يا رسول الله مرتين قال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الميت قل السلام عليك قال قلت أنت رسول الله قال أنا رسول الله الذي إذا أصابك ضر فدعوته كشفه عنك وإن أصابك عام سنة فدعوته أنبتها لك  وإذا كنت بأرض قفر أو فلاة فضلت راحلتك فدعوته ردها عليك ” ، قال : قلت : اعهد إلي ، قال : ” لا تسبن أحدا “ ، قال : فما سببت بعده حرا ولا عبدا ولا بعيرا ولا شاة ، قال : “ ولا تحقرن من المعروف شيئا ، وأن تكلم أخاك وأنت منبسط إليه وجهك ، إن ذلك من المعروف ، وارفع إزارك إلى نصف الساق ، فإن أبيت فإلى الكعبين ، وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة ، وإن الله لا يحب المخيلة ، وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه ، فإنما وبال ذلك عليه ” . “(15)

و بخلاصة تامة حول الفقرة ، السب و الشتم بشتى أنواعه محرم و بإجماع أهل العلم. و أخلاق النبي صلى الله عليه و سلم تنفي عنه صفة السب و الشتم عن قصدٍ و بعننفٍ. و هو القائل : ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” (16) فتبارك الله أحسن الخالقين.( انتهى)

مصادر البحث :

(1) : صحيح مسلم » كتاب البر والصلة والآداب » باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة

(2) : صحيح مسلم بشرح النووي » كتاب البر والصلة والآداب » باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة ص 116.

(3) : الرابع من الفوائد المنتقاة لابن أبي الفوارس » اللهم اهد دوسا وائت بهم . فجاءوا يبتدرون إلى الإسلام.

(4) : خلق أفعال العباد للبخاري » بَابُ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّةِ وَأَصْحَابِ التَّعْطِيلِ رقم الحديث: 129

(5) : صحيح البخارىـ كتاب المناقب ـ باب صفة النبى صلى الله عليه و سلم

(6) : أنظر تفسير الآب متى المسكين ـ الانجيل بحسب القديس متى ـ دراسة و تفسير و شرح ـ دير القديس أنبأ مقار وادي النطرون ـ الطبعة الاولى 199

(7) : أنظر ملاخي 3: 6 و يعقوب 1 : 17

(8) : قاموس الكتاب المقدس | دائرة المعارف الكتابية المسيحية > شرح كلمة > ناموسيون

(9) : http://www.biblica.com/bibles/arabic/

(10) : http://www.avarewase.org/ar/chmap/avagregorios.htm

(11) : [شرح صحيح مسلم:2/241]

(12) : (رواه البخاري في الأدب وأحمد وإبن حبان والحاكم)

(13) : أخرجه البخاري في صحيحه : كتاب الحدود باب لعن السارق إذا لم يسم 8/15 . ومسلم في صحيحه كتاب الحدود، باب حد السرقة ونصابها 11/ 185 .

(14) : مسلم : كتاب البر والصلة باب ما ينهى من السباب واللعن 7/84

(15) : سنن أبي داود ـ كتاب اللباس ـ باب ما جاء في إسبال الإزار

(16) : أورده مالك في الموطأ بلاغا عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم ـ صححه الألباني في الصحيح ـ المقاصد الحسنة في الأحاديث المشتهرة على الألسنة لمحمد بن عبدالرحمن السخاوي


تم و لله الحمد

بقلم أيوب المغربي

 

About عآئشه آلصديق (خآدمہ آلقرآن وآلسنہ)

رققي قلبكِ وتفقهي في دينكِ مع المعلمه عآئشه الصديق

Posted on 2 جانفي 2014, in Non classé. Bookmark the permalink. أضف تعليق.

أضف تعليق